هذه قصة واقعية قد مضى على حدوثها عدة سنوات ,كان يرويها لي احد الاصدقاء ممن شاهد عيان على اعدام رجل بريء اتهم بجريمة ارتكبها اشخاص لاعلاقة له بجرمهم 000000000
يحدثني ابواحمد الذي كان يعمل حارسا في احد السجون
ان رجلا يبلغ من العمر 55 عامااسمه سالم يعيش في بلدة صغيرة يتاجر في انواع الحبوب مثل القمح والشعير والحمص والفول وامثالها من انواع الحبوب
يملك ثروة جيدة من الاموال والعقارات والاراضي الزراعية 0
شاء القدر انه لم يتزوج ويعتبر ان ابن اخيه اليتيم وليد مثل ابنه تماما
وقد عوضه الله عن الزواج والاولاد بابن اخيه الذي اخذ يرعاه ويدرسه
ويصرف عليه الكثير كي يكون رجلا جيدا في المستقبل وقد حصل على شهادات عليا في الطب , وهو بات كل امله في هذه الدنيا 0
كان كل اصدقائه ينصحونه في الزواج كي لايبقى وحيدا في هذه الحياة
لكنه كان دائما يشير الى ابن اخيه ويقول هذا ابني وهو يكفيني من الدنيا كلها , وتمر الايام وابن اخيه وليد في جامعة احدى المدن يزور عمه كل بضعة ايام في بلدتهم الصغيرة ويأخذ منه مايحتاج من مصاريف الاقامة والدراسة في الجامعة , وفي احد الايام يزور العم صديقا له في بلدتهم ويتمسك به على العشاء معا وكان له بنت لعوب تحاول تلك البنت وبتصرفاتها اللعوب ان تلفت انتباه العم سالم الذي شعر في الارتباك والخجل من حركاتهاوتصرفات هذه البنت ,اسمها سعاد لم تتابع تعليمها وبقيت في منزل ابيها تنتظر العريس الغني الذي يأخذها الى عالم احلامها ويعوضها عن الدراسة , انتهى العشاء
وعاد العم سالم الى منزله ولم يستطع النوم ليلتها وهو يفكر في بنت صديقه سعاد وابتساماتها وحركاتها التي كانت تقوم بها دون ان ينتبه ابيها ولم يستطع ان يجد تفسيرا واضحا لتصرفاتها طالما ينظرالى نفسه انه رجل من عمر ابيها تقريبا وهي في العشرون من عمرها ,والفرق في العمر كبير كي تكون معجبة به , كانت ليلة غريبة على العم سالم , تضاربت الافكار في مخيلته وجعلته في صراع لم يفهمه0
بعد ايام قليلة كانت سعاد تقف في محل العم سالم وتدعي بأنها كانت تشتري بعض الحاجيات من السوق ووجدة نفسها قريبة من محل العم سالم وارادت ان تمر وتسلم عليه , اما العم سالم كان يقف امامها مرتبكا ويشعر بأنه يتلعثم في الكلام معها يكاد الخجل ان يفضح مايشعر به كلما
نظر الى ابتسامتها ونظراتها اليه , وبعد ايام قليلة كانت هذه الفتاة تأخذ من افكر العم سالم الذي بات كثير الزيارات لبيت صديقه والد سعاد وفي كل مرة يشاهد سعاد كان يتعلق بها اكثر من السابق , الى ان وجد نفسه انه يحبها ويحب الاقتراب منها ويسمع صوتها وضحكتها
فما كان منه الا ان حدث ابن اخيه وليد عنها وكان يسأله هل تقبل فتاة في عمرها ان تتزوج منه رغم فارق العمر بينهما , اما وليد فقد شجعه وكان يشعر في وحدانية عمه ويقول ياعم انك مازلت شباب والف فتاة تتمناك انت العم سالم المعروف في بلدنا في رجولته وشهامته ومحبته لدى ابناء البلدة كلهم وخصوصا تجارها , وفي النهاية وصل العم سالم ووليد الى نتيجة , انه سيتقدم الى خطبتهالنفسه من ابيها
الذي وافق هو وبنته سعاد وعمل العم سالم الافراح ومراسم الزواج وكانت الدنيا لاتسعه من الفرحة اذ من الله عليه بزوجة جميلة تحبه ويحبها شعور قد حرم منه طيلة حياته , وكذلك وليد كانت فرحته لاتوصف
اذ ان عمه ومربيه الذي هو ايضا يعتبره كل شى له في هذه الدنيا لم يعد وحيدا اصبح هناك من يعتني به بدلا من الخدم الذي كان يستأجرهم لينظفوا له البيت ويعتنون به , كانت فرحته منشقة من ابتسامة عمه التي توحي بسعادته في هذا الزواج , يعود وليد الى جامعته ودراسته
وكان يزور عمه وزجته في البلدة كلما سمحت له ظروف الدراسة وفي كل زيارة كان عمه يحدثه كم هو سعيد في زواجه من سعاد ويأسف على سنوات عمره التي مضت كيف امضاها وحيدا , ولكنه يقول انا اليوم لايوجد احد بسعادتي فقد عوضني الله بك عن الاولاد وهاهي سعاد تعوضني الان على ما فاتني من سعادة العمر الذي مضى ,ويمضي قريب العام والجميع يعيش
في سعادة , اما سعاد كانت تذهب كل فترة الى بيت ابيها لزيارة اهلها
وفي احدى هذه الزيارت كان خالد يقف بجانب بيت اهلها يرسل نظراته وابتساماته لها, اعاد بها الى شهور قدخلت و خالد ابن جيران الاهل الذي كانت تحبه ويحبها وكان الاثنين يمضيا ساعات طويلة من الليل وهم يتحدثان على الهاتف بأحاديث غرامهما لبعضهما وقليلا ما ما كانت تسمح لهم الظروف في ان يلتقيا معا , فهم يعيشا في بلدة صغيرة ومحافظة واهل البلدة كلهم يعرفون بعضهم البعض , وخوفا من كلام الناس كانوا يمضيان ساعات طويلة من الغزل والغرام على الهاتف في اوقات متأخرة من الليل , اما خالد كان شاب يكبر سعاد بعامين ترك المدرسة ويعمل مع والده في الزراعة له شلة من الاصدقاء يقضي اوقات فراغه معهم في لعب الكرة وفي التسكع في شوارع البلدة , استطاع خالد الحصول على رقم هاتف منزل العم سالم واخذ يتحدث مع سعاد على الهاتف اثناء تواجد زوجها في محله وعمله في ساعات النهار , اما سعاد في بادىء الامر حاولت ان تصده عن الاتصال بها كونها قد تزوجت ولكنها سرعان ما استسلمت لكلماته المعسولة كلها غرام وغزل بجمالها ويذكرها بأيام حبهم في الماضي كيف كان وبأنه مايزال يحبها ويعشقها , وبعذابه ببعدها عنه , وباتت سعاد تبادله كلمات الغزل والغرام حيث اعادا ايام حبهم الماضي كل يوم تقريبا وعلى الهاتف , وتطور هذا الحب حيث بات يذهب ويتقابل مع سعاد في بيتها بيت العم سالم وهو في عمله , وبات الاثنين لايستطيعاالابتعاد عن بعضهما واخذا يخططان مع بعضهما للمستقبل وكيف يسطيعان العيش معا باقي العمر , كانت كل السبل مغلقة امامهما , الى ان خطر ببالهم ان الحل الامثل ان يتخلصا من العم سالم وهي ترث منه ثروة كبيرة لتكون ملكا لسعاد وخالد في حياتهم الزوجية في المستقبل , ودرسا معا الخطة الاجرامية التي سيتخلصا بها من العم سالم ووليد ايضا الذي لايجب ان يشركهما في الورثة التي ستكون لسعاد وخالد فقط 0
وجاء يوم التنفيذ حسب الخطة المرسومة , حيث كان خالد في زيارة عمه وقبل ان يذهب للنوم في البيت الثاني الذي اعتاد النوم فيه من بعد ما تزوج عمه كان يجلس وليد والعم سالم يتحدثان مع بعض وقد قدمت سعاد لهم التفاح والبرتقال , غلب النعاس على الاثنين وذهب وليد الى بيته للنوم , وفي ساعة متأخرة من الليل كان العم سالم مستقرقا في نوم عميق عندما تسلل العاشق خالد الى البيت الذي تركت بابه سعاد مفتوحا قليلا , وبلقاء خالد وسعاد وحسب الخطة المرسومة , اعطته السكين الذي كان يستعمله وليد بتقطيع التفاح والبرتفال اثناء سهرته مع عمه , وهو باسلوبه اخذ السكين بطريقة مدروسة كى لا تظهر عليه بصماته و تبقى بصمات وليد فقط عليه, ثم دخل غرفة العم سالم وهو يغط في نوم عميق وانهال عليه طعنافي السكين حتى تأكد بأنه قد فارق الحياة , القى السكين بجانب العم سالم وخرج من البيت تسللا , وبعد اقل من نصف ساعة اخذت سعاد في الصراخ والبكاء والاستنجاد في الجيران الذين توافدو مهرولين الى بيت العم سالم وعرفوا ان هناك من قام بقتله وفي التحقيق مع سعاد في قسم الشرطة ادعت بأنها اعتادت في معظم الاحيان بعد ان ينام زوجها ان تذهب الى الغرفة الثانية كي تنام لوحدها لان العم سالم كان يصدر اصوات شخير عالية ومزعجة لاتقوى على النوم معه بنفس الغرفة , وبأنها في تلك الليلة كانت في غرفتها نائمة عندما سمعت صوت انين هرعت الى غرفة زوجها لتجده غارقا بدمائه واخذت في الصراخ وسرعان ما حضر الجيران وكان العم سالم قد فارق الحياة , وفي التحقيق شهد الاصدقاء والجيران واهل البلدة بأن العم سالم كان محبوبا لدى الجميع ولااحد يحمل عليه حقدا اوكرها, اماسعاد وبأعادة التحقيق معها المحت بأن ابن اخيه وليد كان يحاول ايقاعها بغرامه ويغازلها ويسمعها بأنه يحبها, ويغار من عمه من اجلها وبأنه قال لها في احدى الزيارات بأنه سيأتي يوم نتقاسم انا وانت ثروة عمي ونعيش مع بعض , وفي التحقيق مع وليد كان قد استنكر ان يتهم هو بقتل عمه وهو مثل والده وقد جن جنونه عندما عرف في الحادث , الا ان السكين التي وجدت بجانب العم سالم والتي كانت هي ادات الجريمة تحمل بصمات وليد وهذا ما اثبتته الجهات المختصة لكشف البصمات , ادين وليد بتهمة قتل عمه وفي المحكمة كانت البصمات ادات دليل الجرم الذي قتل به عمه, وحكم علي في الاعدام شنقا 0 وجاء يوم تنفيذ الحكم في ساحة السجن وحضر بعض المسؤولين من الامن واحضر وليد وبعد ان تلي عليه الحكم وتاريخه قام احد رجال الامن يسأل وليد اذا كان يريد شيئا قبل تنفيذ حكم الاعدام به, طلب ان يصلي وبعد ان انها ضلاته وقف وقال اريد ان اقول لكم شيء وانا اعلم بأنني سألقى ربي واكون بين يديه بعد قليل , واعلم ان قولي لن يجدي نفعا ولن يفكني من حبل المشنقة, انني اقول واشهد ربي الملاقيه بعد قليل انني بريء لم اقتل عمي ابدا وان دم عمي سالم ودمي في رقبتكم جميعا , كان يسمع قول وليد حارس السجن ابو احمد ومعه صديقه ماجد الذي يعمل محققا والذي شارك في التحقيق في مقتل العم سالم , ونفذ حكم الاعدام ولحق وليد بعمه ليصبحا بجوار ربهم , واسدلت الستارة امام الناس عن قصة العم سالم وابن اخيه الذي اقدم على قتل عمه طمعا في مال عمه وزوجته , الا انها لم تنتهي عند المحقق ماجد الذي اخذ يتابع زوجة العم سالم لوحده وخارج نطاق عمله وصوت وليد لايزال يرن في اذنيه دم عمي ودمي في رقبتكم جميعا , وعرف بأن سعاد بعد ستة اشهر من تنفيذ الحكم قد تزوجت من شخص صايع يعمل مزارعا اسمه خالد , باشر ماجد يجمع المعلومات عن خالد , وقد استطاع ان يعلم من احد اهل البلدة انه كان قد شاهد خالد وسعاد يلتقيان ويتحدثان مع بعضهما البعض خلسة في الشارع وهو جار لهما ولم يكن يحب ان يتحدث بأنه رأهم لاي احد لانه لايحب ان يخلق مشكلة او فتنة وهو يعلم ان بلدتهم صغيرة ويشيع الخبر فيهابسرعة, ومن المعلومات الاخرى التي جمعها عن خالد عرف انه ورفاقه غير اخلاقيين ,وقد قدم طلبا للمسؤلين في التحقيق مع خالد بمقتل العم سالم وبعد الحاح في طلبه تم اخذ الموافقة من النيابة بالتحقيق معه والقي القبض على خالد وبسهولة وباساليب المحققين وخبرتهم اقر خالد بجريمته بقتل العم سالم وحدثهم في التفاصيل والقي القبض على سعاد ومثلا الجريمة واثبت ادانة سعاد وخالد بقتل العم سالم وبأنهم كانوا سبب مصير موت وليد وحكم عليهم في الاعدام شنقا , وكانت نهاية هذه القصة دموع تنسكب على خدود الحارس ابو احمد الذي كان يقول كنت انظر في وجه وليد قبل شنقه واقول قلبي يحدثني انك بريء ياوليد ليرحمك لله برحمته00
هذه قصة العم سالم وابن اخيه وليد 00 وعذرا على الاطالة