بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الجميل جدا أن نستمع إلى قصة وأن نتعلم من قصة، يعلمنا فيها شيخ كبير في السن بلغ به السن عتيا،وتكون القصة أكثر إثارة، وتكون الفائدة أكثر قوة عندما يكون ذلك الشيخ الكبير في السن على فراش الموت،شيخ في السبعين من عمره أو في الثمانين من عمره لما يكون على فراش الموت ويقترب منه أحدنا يسأله بماذا يمكن أن توصيني..ما الشيء الذي علمتك إياه الحياة؟ما هي الهمسة التي يمكن أن تهمسها في أذني؟لا شك أننا في ذلك
الموقف سنتعلم شيئا غير معتاد، سنستفيد حكمة بالغة سنتعلم درسا كبيرا
هذه القصة من شيخ بلغ من العمر عتيا وهو في هذه اللحظة على فراش الموت،هذا الشيخ جمع حوله بناته وأولاده والمقربين إليه والعزيزين إلى قلبه وهو على فراش الموت في لحظاته الأخيرة، الوقار على قسمات وجهه، والشعر الأبيض الذي يملأ رأسه، وآثار السن التي تبدت على ملامحه، هذا الشيخ الذي بدا الآن في لحظاته الأخيرة على فراش الموت والكل قد أرعى إليه السمع وسكت الجميع وعم الصمت، وقال ذلك الرجل المسن: يا أبنائي عندما كنت في العشرين من عمري كان عمري عشرين سنة كانت عندي طموحات وآمال عظيمة جدا،تلك الطموحات كانت تتجاوز ما يمكن أن تتوقعوا،أتمنى أن أحدث تغيرا في كل الدنيا من حولي تغييرا إيجابيا، تغييرا رائعا، كانت أحلامي عظيمة ومضت السنوات واحد وعشرين اثنين وعشرين ثلاثة وعشرين.. ووصل عمري ثلاثين سنة، فوجدت إني أنا خلال كل فترة أفكر ولم أغير شيئا على الإطلاق ولا شيء، ففكرت ما الذي كان لأعمل، وجدت أن تغيير العالم كل العالم أمر صعب، فقررت في ذلك اليوم أن أعمل على تغيير البلد التي أعيش فيها، البلد اللي أنا عايش فيه لابد أن أعمل تغيرا فيها لابد أن أحدث فيها نهضة لابد أن أضيف إليها أشياء كبيرة البلد التي أعيشت فيها، وبدأ بعد هذا الطموح يتقلل ومضت السنوات واحد وثلاثين اثنين وثلاثين ثلاثة وثلاثين،حتى وصلت من العمر أربعين سنة، فوجدت أنني للأسف لم أحدث أي تغيير على الإطلاق في البلد التي أعيش فيها ووجدت أن ذلك الهدف كان صعبا، فقررت أن أغير المدينة التي أعيش فيها بس المدينة التي أعيش فيها أغير فيها وبدأت أحلامي تتجول في أرجاء تلك المدينة، ما الذي يمكن أن أحدثه ما الذي يمكن أن أغيره؟! ومضت السنوات بعد الأربعين واحد وأربعين اثنين وأربعين ثلاثة وأربعين.. صار عندي خمسين سنة وجدت أن أنا حتى المدينة التي أعيش فيها لم أستطع أن أغير فيها شيئا ما غيرت ولا شيء يا لخيبة الأمل******* قررت أن أغير الحي الذي أسكن فيها، الحي بس على مستوى الحي والطموحات قلت ومضيت في هذا المشروع آمال طموحات وأحاول أن أغير الحي الذي أعيش فيه، إلا أن العشر سنوات مضت وبلغت من العمر ستين سنة وإيش تتوقعوا النتيجة إخواني وأخواتي ............ حتى الحي الذي أعيش فيه ما أحدثت فيه تغيرا، ما اتغير ولا شيء، قررت إذن أن أغير الأسرة، أسرتي عائلتي أنا من عائلة كذا كل أفراد تعمل عليه لأغيرهم، وبدأت أعمل على هذا الموضوع ومضت سنة سنتين ثلاثة حتى بلغت من العمر سبعين سنة، فوجدت إنني لم أحدث أي تغيير ولا في أسرتي ما تغيرت وما غيرت فيها شيئا ولم أنجح في ذلك، أنا فشلت في تغيير العالم في تغير البلد الذي أعيش فيه في تغيير المدينة في تغير الحي في تغيير أسرتي، ما هو موضع الخلل وصار عمري سبعين سنة، قال هذا الرجل يا أبنائي يا بناتي أنا اليوم عمري سبعين سنة، اليوم أنا على فراش الموت، عرفت لماذا أنا أخفقت في كل تلك المشروعات الماضية، عرفت السبب، السبب هو أنني كان لابد لي أن أبدأ بتغيير نفسي أنا، لأن نفسي إذا لم تتغير لن أستطيع أن أحدث أي تغيير في الأولين {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} لو أعطاني الله عشر سنوات قادمة فأبدأ من هذه اللحظة بتغيير نفسي أنا وأنا على يقين عندما أغير نفسي سأكون قادرا على تغيير أسرتي، والحي الذي أعيش فيه والمدينة والبلد
بأ سره، ولما انطلق الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله ليكون هداية للعالمين ببداية الهداية والإرشاد انطلق من نفسه ومن ذاته فغيرها وأصلحها وهذبها، كذلك نريد أن نكون وسنلتقي دوما أحبتنا بأمر الله تعالى.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته