علامات الساعه الكبري
1:: :::::::: على مَن تقوم الساعة؟
تقوم الساعة على ناس لا يعلمون من الحق والإيمان شيئاً. وقد كتب اللَّهُ تعالى ألاَّ تَقومَ وفي الأرض مؤمن، بل تقوم على شرار الخلق، على ناس لا ينكرون منكراً، ولا يعرفون معروفاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » لا تَقومُ السّاعَةُ إلاّ عَلى شِرارِ الخَلْقِ « .
وقال أيضاً: » لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُقالَ في الأرْضِ اللَّهُ اللَّهُ « ، أي لا إله إلاَّ اللَّه، كما جاء في رواية أحمد.
و » تَقومُ السّاعَةُ والرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ فَما يَصِلُ الإِناءُ إلى فِيهِ حَتّى تَقومَ، والرَّجُلانِ يَتَبايَعانِ الثَّوْبَ فَما يَتَبايَعانِهِ حَتّى تَقومَ، والرَّجُلُ يَلِطُ في حَوْضِهِ فَما يَصْدِرُ حتَّى تَقومَ « .
فَتَأمّلْ غفلة النَّاس عن السَّاعـة وأهوالها - نسأل الله السلامـة -، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: » كَيَفُ أنْعَمُ وقَدِ الْتَقَمَ صاحِبُ القَرْنِ القَرْنَ وحَنَى جَبْهَتَهُ وأصْغَى سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ أنْ يُؤْمَرَ أنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخُ «. قال المسلِمونَ: فَكَيفَ نَقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: » قُولوا: حَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ، وتَوَكَّلْنا عَلى اللَّهِ رَبِّنا « .
ويقول صلى الله عليه وسلم: » إنَّ طَرْفَ صاحِبِ الصُّورِ مُنْذُ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ العَرْشِ مَخافَةَ أنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبانِ دُرِّيَّانِ « .
ونحن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وتوكلنا على اللَّهِ ربِّنا، ونسأل الله تعالى أن يؤمِنَّا يوم الفزع الأكبر ] يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنونَ إلاّ مِنْ أتى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ [.
2:::::::::::::::::: النَّار الحاشرة
وهي آخر الآيات العشر للسَّاعة الكبرى حيث تخرج من اليمن، من قعر عدن، تُرَحِّل الناسَ، » تَنْزِلُ مَعَهُم إذا نَزَلوا، وَتَقيلُ مَعَهُم حَيْثُ قالوا « .
وفي الحديث الآخـر يقول صلى الله عليه وسلم: » يُحْشَرُ النَّاسُ على ثَلاثِ طَرائِقَ راغِبِينَ رَاهِبينَ، وَاثْنانِ عَلَى بَعيرٍ، وَثَلاثَـةٌ عَلَى بَعيرٍ، وَأَرْبَعـَةٌ عَلى بَعير، وَعَشَرَةٌ عَلى بَعيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّـارُ، تَبيتُ مَعَهُم حيثُ باتُوا، وَتَقيلُ مَعَهُم حَيثُ قـالوا، وَتُصبِحُ مَعَهُم حيثُ أَصْبَحوا، وَتُمْسي مَعَهُم حَيْثُ أَمْسَوْا « .
وقبل أن تأتي الريح الباردة الطيَبة؛ » يُدْرَسُ الإسْلامُ كَما يُدْرَسُ وَشْيُ الثَّوْبِ، حَتّى لا يُدْرَى ما صِيامٌ ولا صَلاةٌ ولا نُسُكٌ ولا صَدَقَةٌ، ويُسْرَى عَلى كِتابِ اللَّهِ في لَيْلَةٍ فَلا يَبْقى في الأرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقى طَوائِفُ مِنَ النَّاسِ، الشَّيْخُ الكَبيرُ والعَجوزُ يَقولونَ: أَدْرَكْنا آباءَنا عَلى هَذِهِ الكَلِمَةِ، يقولونَ لا إلَهّ إلاَّ اللَّهُ، فَنَخْنُ نَقولُها « .
ويرجع الناس- بعد الريح الطيبة - إلى دين آبائهم في الجاهلية الأولى، فيعبدون الأصنام والأوثان.
روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: » لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ والنَّهارُ حَتَّى تُعْبَدَ الَّلاتُ والعُزَّى «. فقُلتُ: يا رسول الله، إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حينَ أنْزَلَ اللَّهُ ] هُوَ الَّذي أَرْسَلَ رَسولَهُ بِالْهُدْى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكونَ [ أنَّ ذَلِكَ تامٌّ! قال: » إنَّهُ سَيَكونُ مِنْ ذَلِكَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللّهُ ريحاً طَيِّبَةً فَتَوَفّى كُلَّ مَنْ في قَلْبِهِ مَثْقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمانٍ، فَيَبْقى مَنْ لاخَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعونَ إلى دِينِ آبائِهم « .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى تَضْطَرِبَ أَلْياتُ نِساءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذي الخَلَصَةِ « وهو وثن كانت تعبده دوس في الجاهلية.
3:::::::::::::::::::الدُّخان والخسوف الثلاثة
إختلف المفسرون والعلماء في آية الدُّخان الكبرى، فيما إذا كانت هي المذكورة في سورة الدُّخان، وهل ظهرت حسب بعض روايات الصحابة كابن مسعود رضي الله عنه، أم أنَّها لم تظهر بعد.
والراجح - والله أعلم- أنها لم تظهر بعد، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرها في نفس الحديث الذي فيه بقية أشراط الساعة، ولم يظهر بعد واحدة من هذه الآيات الكبرى. ثم كيف أنَّ آية الدُّخان - وهي من آيات الساعة الكبرى- قد ظهرت قبل وفاته صلى الله عليه وسلم، وهو القائل في حديثه الذي رواه ابن ماجه عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: » يا عوفُ! احْفَظْ خِلالاً سِتَّاً بينَ يَدي السَّاعةِ: إحْداهُنَّ مَوْتي... ثم فتحُ بيتِ المَقدِسِ، ثم داءٌ يظهرُ فيكُم يسْتَشهِدُ اللهُ به ذراريَّكُم وأنفسَكم، ويزَكِّي بهِ أعمالَكُم، ثُمَّ تَكونُ الأموالُ فيكم، حَتَّى يُعْطى الرَّجُلُ مائةَ دينارٍ، فيظلُّ ساخِطاً. وفتنةٌ تكونُ بينكم، لا يبقى بيتُ مُسلمٍ إلاَّ دَخَلَتْهُ، ثم تكونُ بينكم وبينَ بَني الأصفر هُدنةٌ، فيغْدِرونَ بكم، فيسيرونَ إليكم في ثمانينَ غايةٍ، تحتَ كلِّ غاية اثنا عشر ألفاً « .
فهذا الحديث يبين بعض الآيات قبل الساعة الكبرى هي تلك الخلال الست، والتي من بينها، بل أولها موتُه صلى الله عليه وسلم، وآخرها هو مسير الروم إلى المسلمين بعد غدرهم في ثمانين راية. وعلى إثر هذه المعركة بين المسلمين والروم، تفتتح القسطنطينية، ثم يخرج الدجال، ثم ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام، إلى آخر الآيات الواردة في الأحاديث. وقد ظهر دخان في زمانه صلى الله عليه وسلم يوم استعصت قريش وأبت الإسلام فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصيبهم سنين كسنين يوسف عليه الصلاة والسلام، فأصبح أحدهم ينظر إلى السماء فيرى دخاناً من الجوع . وهذا طبعاً لا يمنع من ظهور دخان آخر في نهاية الزمان، لأن الأخبار صحَّت في كلا الأمرين، والله أعلم.
وأما بالنسبة للخسوف الثلاثة التي يظهر أحدها في المشرق، والآخر في المغرب، والثالث في جزيرة العرب، فلم تفصل الأحاديث في أمرها، والله تعالى أعلم.
4:::::::::::::::::::خروج الدَّابَّة
يقول الله تعالى: ] وَإذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم أخْرَجْنا لَهُمْ دابَّةً مِنْ الأرْضِ تُكَلِّمُهُم أنَّ النَّاسَ كانوا بِآياتِنا لا يُوقِنونَ [ النمل: 82.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: حفظتُ مِن رَسولِ اللَهِ صلى الله عليه وسلم حَديثاً لَمْ أنْسَهُ بَعدُ، سمعتُ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: » إنَّ أوَّلَ الآياتِ خُروجاً طُلوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِها وَخُروجُ الدَّابَّةِ عَلى النَّاسِ ضُحىً، وَأَيَّهُما كانَتْ قَبْلَ صاحِبَتِها فَالأُخْرى عَلى إثْرِها قَريب « .
وهذه الدَّابَّة تخرج من الأرض فَتَسِمُ الناسَ على أنوفهم، هذا مؤمن وذاك كافر، حتى تأتي الريح الباردة الطيّبة فتأخذ روح كل مؤمن ومسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » تَخْرُجُ الدَّابَّةُ فَتَسِمُ النّاس عَلى خَراطِيمِهِم، ثُمَّ يُعْمِرْنَ فيكم، حَتّى يَشْتَريَ الرَّجُلُ الدّابَّةَ فَيُقالُ: مِمَّنِ اشْتَريْتَ؟ فَيَقول: مِنَ الرَّجُلِ المُخَطَّمِ « .
5:::::::::::::::باب التوبة مفتوح حتّى تطلعَ الشمسُ من مغربها
روى ابن ماجة رحمه الله بسند حسن عن صفوان ابن عسَّال رضي الله عنه قـال: قـال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم: » إنَّ مِنْ قِبَلِ مَغْرِبِ الشَّمْسِ باباً مَفْتوحَاً، عَرْضُهُ سَبْعونَ سَنَةً، فَلا يَزالُ ذَلِكَ البابُ مَفْتوحَاً لِلتَّوْبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ، فِإذا طَلَعَتْ مِنْ نَحْوِهِ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسَاً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً « .
وعند البخاري ومسلم وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: » لا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها، فَإذا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِها وَرَآها النَّاسُ آمَنوا جَميعاً، فَذَلِكَ حينَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيراً